تمثل تعاونيات الإصلاح الزراعي تنظيمات مهنية نشيطة بمنطقة تارودانت. فهي تساير نظاما إنتاجيا يزاوج بين الإنتاج الحيواني والنباتي بما يمكن أن يحقق التوازن في الإنتاج وضمان سيرورته. فهي تعمل أيضا بشكل هام في مجال إنتاج البذور المختارة، وبالتالي فهي بحاجة إلى التأطير في مجال زراعة الحبوب. لهذا نظمت الغرفة الفلاحية رحلة دراسية لفائدة 40 من منخرطي هذه التعاونيات إلى منطقة مكناس المعروفة بأهمية إنتاج الحبوب والبذور المختارة.
وقد تم تسطير برنامج هام لهذه الزيارة يشمل زيارة تعاونيات وضيعات تعمل في نفس المجال، أي إنتاج البذور المختارة، كما تمت زيارة أروقة المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وذلك لتعميم الفائدة وتمكين الفلاحين من الاطلاع على مستجدات القطاع.
خصص الشق الأول من الرحلة لزيارة تعاونيات الإصلاح الزراعي والتي تنشط في مجال إنتاج الحبوب والأشجار المثمرة. خلال الزيارة تم التطرق إلى محاور أساسية، خص الأول منها تقنيات الإنتاج الخاصة بالبذور، حيث تم التطرق بالشرح والتفصيل إلى التقنيات والوسائل المستعملة في ذلك. كما تمت الإشارة إلى مختلف التدخلات الضرورية لإنجاح زراعة الحبوب والتي تشمل مجموعة من العمليات أهمها السقي، ومحاربة الأعشاب الضارة، والحد من تأثير الأمراض والوقاية منها.
خلال هذه الزيارات تمت الإشارة وبشكل أساسي إلى مرحلة الحصاد التي تلعب دورا هاما في المسار الإنتاجي إذ من الضروري اختيار الطريقة الصحيحة لذلك، ففي الدرجة الأولى توجد الحصادة الدارسة والتي تساهم بشكل كبير عند ضبطها في خفض تكاليف الحصاد والدرس وترفع من فاعلية العملية وذلك بالتقليل من نسبة السنابل الضائعة، وفي حالة استحالة استعمالها، فإن الدرس بالدارسة الثابتة يكون أفضل.
خصص الشق الثاني من الزيارات للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وتم التركيز فيه على جانب المكننة الفلاحية، لما يقدمه هذا القطب من حلول ناجعة فيما يخص خدمة التربة والإنتاج والتي تساهم لا محالة في تيسير العمل وتخفيض تكاليفه.
تمت كذلك زيارة قطب المدخلات الفلاحية، حيث تم التعرف على ما استجد فيما يخص البذور، الأسمدة وكذا وسائل المكافحة سواء منها الموجهة للأعشاب الضارة أو الحشرات. لم تقتصر زيارة الفلاحين على هذين القطبين، بل تمت زيارة باقي الأقطاب الأخرى كقطب الماشية والذي اشتمل على أنواع متعددة من الحيوانات والتي تتوفر على مؤهلات من شأنها تحسين مردودية المنتجين في هذا المجال. كما شملت الزيارات قطب التنظيمات المهنية والمنتوجات المحلية، هذا الجانب الذي أصبح بأهمية كبيرة من خلال خلق القيمة المضافة لكل منطقة انطلاقا من مؤهلاتها المحلية البشرية والطبيعية.